كلمة حرة

تعالوا نتفق منذ الآن: بلا “فشخرة” زائدة

لفت انتباهي منذ يومين ما عممه احد الاصدقاء على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حيث كتب يخبر الجميع بأنه سيقدم 100 شيكل “نقوط” لكل عريس يقيم عرسه في قاعة افراح و50 شيكل لكل عريس يقيم عرسا عربيا أي في البيت.

هذا الإعلان على بساطته يستحق التوقف والتمعن لأن ما قاله هذا الصديق يدور في أذهان الاغلبية الصامتة بخجل خشية الاحراج.

ما فهمته من هذا الصديق في حديث خاص بعد ذلك انه يتلقى في الموسم الواحد ما لا يقل عن 100 دعوة لحضور اعراس في مختلف القرى والمدن في الشمال، لكونه شخصية معروفة، وهو من ناحية لا يريد ان يخيب ظن أحد بعدم الحضور ومن ناحية أخرى هذا يكلفه ميزانية ضخمة كل عام ولهذا قرر اعتبارا من بداية الموسم الحالي ان يبلغ الجميع بقراره كي لا يلومه احد.

لو نظرنا الى تكاليف الاعراس في الوسط العربي لوجدنا انها “فشخرة” زائدة لا ضرورة لها. نرى العريس نظم كل شيء من بناء البيت وتأثيثه حتى ترتيبات العرس وبطاقات الدعوة الى الفرقة الموسيقية والطباخ والقاعة معتمدا على ما سيجمعه في النهاية من “نقوط” دسم يسدد بواسطته كل هذه الديون، وبالطبع قلما يصيب العريس في حساباته، فنجد كل من له دين مستحق لديه يدق بابه صباح مساء، والعريس الذي كان يحلم بهذا اليوم بات يلعن هذه اللحظة التي اوقعته في هذا المأزق.

موضوع “الفشخرة” في الاعراس واسع جدا ولا يمكن حصره في مقال او اثنين ولكن ان نطرحه مع بداية موسم الاعراس قد يلفت انتباه البعض الى المصاريف الزائدة التي يبذرونها فقط لكي يتحدث الباقون عن عرسهم، نوع من التباهي المزيف احيانا ومشابهة بعرس فلان المقتدر.

اهم ما في العرس هو الفرحة الحقيقية التي تؤسس للسعادة المستقبلية للعروسين، ولكن ان يبدأ العروسان حياتهما الزوجية مثقلين بالديون فقط لأن اهاليهما ارادوا ان يتباهوا بمظهر اغنياء رغم تواضع حالهم، فهذا يعتبر قمة اللامسئولية.

ولهذا اهيب بأهالي الطيبة بأن يتعقلوا بعض الشيء ولا ينجروا وراء مظاهر التباهي في الاعراس المكلفة لأن هذا ما لا يرضي الله، وهنا احيي افراد جماعة الدعوة الذين يحضرون الافراح بصورة جماعية ويقدم كل منهم نقوط لا يزيد عن 50 شيكل للعريس، وهذه تعتبر هدية رمزية وحضور الشخص للمشاركة في الفرح هي الهدية الكبرى.

ولنتفق منذ الآن بلا “فشخرة” زائدة واتقوا الله في كل ما تفعلونه ! ودامت الافراح في دياركم العامرة!

بقلم: محمد عازم (ابو العبد)     

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *