أخبار الطيبة

تقرير: المزبلة غربي الطيبة خطر يتهدد الأهالي

نشر موقع صحيفة يديعوت احرونوت على شبكة الانترنت منذ عدة أيام تقريرا مطولا أعده الزميل الصحفي حسن شعلان عن المزبلة القائمة منذ سنين طويلة غربي مدينة الطيبة والتي لا تزال تعمل وتلحق الأضرار بمواطني الطيبة وقلنسوة.

مكب النفايات شارونيم - تصوير حسن شعلان

وبما أن هناك من أهالي الطيبة من لا يطالعون الصحافة العبرية، ننقل لكم التقرير بكامله لمطالعة الأمر لما ينطوي عليه من نقاط هامة لأهالي الطيبة قبل غيرهم:

يعمل منذ سنوات طويلة مكب للنفايات “شارونيم” القائم على أراضي الطيبة، وهو يعمل منذ عدة اشهر بصورة غير قانونية، بعد أن تمكن نشأت كيوف – الرئيس السابق للجنة المعينة لإدارة شؤون بلدية الطيبة، قبل ستة اشهر من استصدار أمر بإغلاق هذا المكب بدعوى انه يعمل بدون التراخيص اللازمة، ولكن المكب لا يزال ينشط ويستقبل النفايات من الطيبة وقلنسوة لغاية الآن.

ويعمل مكب النفايات “شارونيم” منذ عشرات السنين، وهو منتشر فوق 15 دونما من الأرض غربي شارع 444 وأصحابه من العرب واليهود، في حين يتذمر أهالي المنطقة جراء الروائح الكريهة المنبعثة من المكب والتي تلوث الجو والبيئة وتسبب الأمراض المختلفة.

في هذا السياق، بعثت إدارة المدرسة الثانوية في الطيبة مؤخرا بخطاب إلى إدارة البلدية جاء فيه: “خلال ساعات الدوام المدرسي، تمر بجوار المدرسة شاحنات الزبالة من تحت نوافذ صفوف المدرسة حيث يتعلم الطلاب وهذا يعتبر ضررا بيئيا خطيرا على سلامة الطلاب وحياتهم”.

من جانبه قال المهندس يحيى جيوسي من مدينة قلنسوة: “سئمنا من أخطار المزبلة والأمراض التي تسببها للمواطنين هنا”. وأضاف جيوسي: “لو كان الأمر يتعلق ببيت شيد بدون ترخيص، لرأينا كل قوات كبيرة تصل المكان لهدم البيت فورا، ولكن طالما الأمر يتعلق بمزبلة تشكل خطرا على حياة سكان المنطقة، فلا احد يتخذ الإجراء الضروري لإغلاقها. خير لنا أن نرحل للعيش في مكان آخر إلى أن يتم إخلاء المزبلة من هنا”.

وأضاف جيوسي إن وجود المزبلة إلى جانب كل هذه الأضرار المحدقة بالسكان بسببها، فهي سبب في خفض أسعار العقارات من حولها.

روائح ودخان وضجيج

من ناحيته قرر عبد الستار حاج يحيى من الطيبة انه لن مجال للصمت بعد الآن، وتوجه بخطاب إلى وزارة الصحة والى مكتب مراقب الدولة ووزارة حماية البيئة. وأكد في خطابه أن عمل مكب النفايات في هذا المكان يتنافى مع مواصفات استخدام هذه الأراضي وهي منطقة محاذية لنهر.

وقال حاج يحيى في خطابه أيضاً: “هنالك معمل يتلقى النفايات المنزلية الرطبة وينشط في المكان منذ سنين طويلة بدون ترخيص عمل. المعمل يقع في منطقة متاخمة لضفاف نهر الكسندر، والى الشمال من المعمل هنالك حي سكني لمدينة قلنسوة”. وأكد عبد الستار حاج يحيى في خطابه إن مكب النفايات لا يدار بطريقة قانونية ويتسبب بأضرار بيئية فادحة جراء انبعاث الروائح والضجيج والدخان وغيرها”.

ويلقى مكب النفايات “شارونيم” معارضة مماثلة في قلنسوة كذلك، فقد أرسل القائم بأعمال رئيس بلدية قلنسوة، عبد الكريم جمل، خطابا إلى رئيس اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لوزارة الداخلية يخبره فيها بأن “مواطني مدينة قلنسوة يتعرضون للأضرار بشكل متواصل جراء نشاط هذا المكب للنفايات ونتيجة للروائح الكريهة المنبعثة منه إضافة إلى تسرب المواد الخطيرة منه إلى المياه الجوفية”.

وأضاف جمل يقول في خطابه: “لقد ازدادت الأمراض المختلفة في المدينة بنسب أعلى من معدلاتها في البلاد”. وقال: “إن بلدية قلنسوة تدرس إمكانية فصل المزبلة عن شبكة المياه وشبكة الصرف الصحي التابعة للمدينة من اجل الحد من الأضرار التي تلحق بالأهالي”.

من جانبهم تقدم أفراد من آل شاهين من الطيبة بشكوى خطية لفائق عودة – الرئيس الحالي للجنة المعينة لإدارة شؤون بلدية الطيبة، تتعلق بالأضرار التي تنجم عن نشاط المزبلة. وجاء في رد عودة الخطي للمشتكين أن “البلدية ولجنة التخطيط والبناء تعملان بكل الوسائل المتاحة حسب القانون من اجل إغلاق مكب النفايات شارونيم وإخلائه”.

ماذا قال الجانب الآخر

عقب تسفي فتنشتاين – نائب مدير عام مكب النفايات “شارونيم” بقوله: “لقد أقيم المكب بتوجيه من وزارة حماية البيئة ونملك تراخيص بناء ورخصة من بلدية الطيبة أصدرتها لجنة التخطيط والبناء في بلدية الطيبة عام 2009، وتشمل مصادقة على عمل المعمل. اليوم تنشط بلدية الطيبة لنقض هذا لأسباب غير مفهومة وغير منطقية وتوقفت بلدية الطيبة عن تجديد ترخيص عملنا، رغم أنها أرسلت لنا رسائل تدعم نشاط المكب”.

وأضاف إن بحوزته كافة التراخيص الضرورية لعمل المكب وان إدارة المكب تدفع لبلدية الطيبة ضرائب بقيمة 350 ألف شيكل سنويا. وقال: “لقد استثمرنا ملايين الشواكل في هذا المكب، وفجأة توقفت بلدية الطيبة عن تجديد التراخيص، بالرغم من أن هذا المعمل يعتبر مصدر رزق لعديد من العائلات ويعمل وفق القانون”. وتساءل فتنشتاين: “إذا كانت الطيبة لا تسمح بوجود المعمل – لماذا يلقون بنفاياتهم لدينا؟ نحن نتلقى من المؤتمن في بلدية الطيبة مبالغ لقاء خدمة استقبال نفايات الطيبة”.

وأضاف فتنشتاين إن المكب يستقبل فقط نفايات منزلية لا تحتوي على مواد خطيرة، ومن المكب يتم تحويل هذه النفايات إلى محطات للمعالجة أو لدفنها في أماكن مخصصة في البلاد. وقال: “نحن مكشوفون للرقابة والتفتيش شهريا وكذلك مرة سنويا من قبل وزارة حماية البيئة التي تتابع توازن النفايات وما تم استقباله وما تم إخراجه من المكب”.

وبخصوص الضجيج الذي يعاني منه طلاب المدرسة الثانوية قال: “صدرت تعليمات واضحة لكافة السائقين من كل الشركات تحظر عليهم المرور بالنفايات بجوار المدارس”. وأضاف انه إذا ضبط سائق يمر بشاحنته بالقرب من مدرسة، فإن إدارة المكب تمنع دخوله المعمل لمدة أسبوع أو أن يدفع غرامة قيمتها 500 شيكل.

وأما فيما يتعلق بالروائح المنبعثة من المزبلة، فأشار فتنشتاين بقوله: “لدينا محطة نيثرولوجية تتابع باستمرار درجة الحرارة واتجاه الرياح وقوتها ورطوبة الجو. وفي اللحظة التي تبلغ فيها قوة الرياح فوق المسموح به، يتوقف المعمل عن العمل. لا تصلنا شكاوى محددة بهذا الشأن، قد تأتينا شكاوى كهذه خلال فصل الصيف”.

من جانبها قالت وزارة الصحة إن المسئول عن هذا المعمل هي وزارة حماية البيئة.

وأما وزارة حماية البيئة فقالت في ردها: “يتواجد مكب النفايات شارونيم على أراضي الطيبة ويعمل بدون ترخيص عمل من السلطة المحلية للطيبة. ترتيب عمل هذا المكب أولا وأخيرا من اختصاص السلطة المحلية ولجنة التخطيط والبناء. هنالك مجريات قضائية حاليا ضد هذا المكب تتعلق بأمر إداري صدر عن السلطة المحلية لوقف نشاط هذا المكب. إصدار الأمر الإداري يتماشى مع سياسة وزارة حماية البيئة والوزارة تدعم هذا الإجراء. نحن ننتظر ما سيتمخض عنه قرار المحكمة بشأن إغلاق هذا المعمل”.

وجاء من مكتب رئيس لجنة التخطيط والبناء في بلدية الطيبة أن المسئولين في بلدية الطيبة غير معنيين بالتعقيب على هذا الموضوع، في حين صرح مسئول رفيع في بلدية الطيبة بأن البلدية تعمل على إغلاق هذا المكب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *