أخبار الطيبة

سودانيون في الطيبة: ظاهرة قادمين جدد تتسع بسرعة

من منا لا يتساءل من أين حل هؤلاء السودانيون على منطقتنا، وكيف أصبحت حوادث الطرق في الطيبة تشهد ضحايا سودانيين ودائما على دراجة هوائية وفي المساء.

عمال سودانيون

سرنا في أعقاب فتات المعلومات المتوفرة لنبحث في هذه الظاهرة فوجدناها كرأس جبل الجليد الظاهر من فوق سطح الماء، ظاهرها لا يشهد على حقيقتها.

يتركز في منطقة الطيبة والطيرة وقلنسوة عدد لا بأس به من السودانيين القادمين عبر الأراضي المصرية بحثا عن عمل وعن ملجأ يقيهم شر ويلات بلادهم، فإلى جانب مناطق جنوب مدينة تل أبيب حيث يتجمع عادة غالبية العمال الأجانب، انتقل السودانيون إلى مناطق مأهولة بسكان عرب علهم يجدون ما يحميهم شر الغربة والتنكيل في مناطق أخرى لاسيما وان غالبيتهم يقيم ويعمل في البلاد بدون أي تصاريح أو مستندات تثبت هوية الواحد منهم.

هذا الوضع مريح جدا لأرباب العمل الذين يستغلونهم ليعملوا كالعبيد بدون أي حقوق وبدون أي شروط عمل من التي نعرفها في هذه البلاد.

أصحاب المحلات التجارية على الأطراف الغربية من مدينة الطيبة يعرفونهم، فهم من زبائنهم ويتسوقون في محلاتهم ولم يعد في الأمر ما يثير التساؤلات، فمعظم هؤلاء السودانيين يقيمون في بيوت في سهول الطيبة، وهي عادة بيوت مهجورة أو بيوت زراعية يستأجرونها من أهالي المدينة جماعات جماعات، إذ يعيش في الغرفة الواحدة في بعض الأحيان أكثر من عشرة أشخاص.

هؤلاء السودانيون، وليس جميعهم من العرب، وإنما هناك من هم من جنوب السودان كذلك، يعيدون إلى الأذهان ظاهرة العمالة الفلسطينية في سنوات السبعينات حين كان يفد إلى الطيبة عمال بأعداد كبيرة من قطاع غزة وكانوا يقيمون ويعملون في محيط الطيبة بظروف مشابهة من العدم وغياب الظروف الإنسانية للعيش.

السلطات الإسرائيلية تعلم بوجودهم وتعرف أماكن إقامتهم سواء في سهول الطيبة أو في قلنسوة أو في الطيرة، ولكنها لا تتخذ أي إجراءات ضدهم أو لمساندتهم في تعرضهم للاستغلال، وهذا بحد ذاته أمر مستهجن.

لم نكن لننتبه إلى ظاهرة السودانيين في بلدنا لولا حوادث الطرق التي تكررت بجوار الجسر والتي أصيب فيها في كل مرة سوداني على دراجة هوائية في ساعات المساء.

هذا الموضوع له جانب إنساني لا يمكننا التغاضي عنه، وله جانب سياسي لا يمكننا الرضا به. أما أسباب الهجرة والبحث عن لقمة العيش في بلاد تبعد عن بلادهم كل هذه المسافات الشاسعة، فهو أمر بحاجة إلى دعم ومساندة وحتى شفقة.

وأما تغاضي السلطات عن نزوح هؤلاء الأخوة السودانيين من كل أرجاء البلاد وتمركزهم في محيط الطيبة فهذا أمر يحتاج إلى وقفة ومراجعة عقلانية عميقة.

‫3 تعليقات

  1. لمحة …

    ماذا لو كررت اسرائيل فجاءة ، ان تعترف بهم كمواطنين !!!

    – لما في المثلث ، طيبة – طيرة – قلنسوة !!!

    اخيرا … لما السكوت ، لماذا لا تطاردهم الشرطة كعمال الضفة وغيرهم ، اليس لهم نفس الحكم ، انهم متسللون بلا تصاريح ؟

    – ما الذي يحدث ما الذي يخطط له !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *