أخبار محلية

الأسد: الجامعة العربية مرآة لزمن الانحطاط العربي

شن الرئيس السوري، بشار الأسد، هجوماً حاداً على جامعة الدول العربية، واصفاً إياها بأنها “مجرد مرآة لزمن الانحطاط العربي”، كما انتقد وسائل الإعلام الغربية قائلاً إنها تعمل على زعزعة الاستقرار في بلاده، كما نفى صدور أية أوامر من جانب مسؤولي نظامه بإطلاق النار على أي مواطن في سوريا.

الرئيس السوري بشار الاسد

ففي رابع خطاب له منذ بداية الاحتجاجات الشعبية المناوئة لنظامه الحاكم، في مارس الماضي، قال الرئيس السوري الثلاثاء، إن “الأحداث المؤسفة”، التي تشهدها سوريا منذ 10 شهور، “فرضت ظروفاً مستجدة على الوطن”، وأضاف أنها “كلفتنا أثماناً ثقيلة أدمت قلبي، كما أدمت قلوب الآخرين.”

وكما ذكر في خطابه السابق في 20 يونيو الماضي، جدد الأسد اتهاماته لأطراف دولية وإقليمية بالسعي إلى “زعزعة استقرار سوريا”، قائلاً إن أكثر من 60 قناة تلفزيونية، عربية وأجنبية، “تعمل ضد سوريا”، مشيراً إلى أن حكومته لم تمنع وسائل الإعلام من دخول سوريا، وإنما كانت تتبع معايير “انتقائية” للسماح بدخولها.

وتطرق الأسد إلى مقابلة أجرتها معه إحدى القنوات الأمريكية مؤخراً، واتهمها بـ”فبركة” تصريحاته خلال المقابلة، بهدف إظهار “رأس الهرم” في سوريا يتهرب من المسؤولية، ولا يعلم بما يدور حوله، ونفى أن يكون قد أدلى بتصريحات للقناة الأمريكية جاء فيها أنه لم يكن يتحكم بقوات الأمن في بلاده.

وعن الموقف العربي إزاء ما يجري في سوريا، قال الأسد إن “بعض القادة العرب معنا في القلب، وضدنا في السياسة”، مشيراً إلى أنه عندما يتحدث إلى هؤلاء القادة، الذين لم يكشف عنهم، يبلغونه بأن هناك ضغوط كبيرة عليهم، واصفاً الأمر بأنه “قمة الانحطاط”، واعتراف بالتخلي عن السيادة.

وفي إشارة إلى تهديدات بتدخل خارجي في بلاده، قال الرئيس السوري: “أصبح الخارج مزيجاً من الأجنبي والعربي.. وللأسف الجزء العربي أكثر عداءً وسوءاً من الأجنبي”، كما اعتبر أن “الدول العربية ليست واحدة في سياساتها تجاه سوريا.”

وعن تهديدات بتجميد عضوية سوريا أو خروجها من جامعة الدول العربية، تساءل الأسد قائلاً: “متى وقف العرب مع سوريا؟”.. وتابع واصفاً الجامعة بأنها “مجرد انعكاس للوضع العربي.. ومرآة لحالتنا العربية المزرية”، كما وصفها بأنها أصبحت “مرآة لزمن الانحطاط العربي.”

وأضاف قائلاً: “الخروج أو تجميد العضوية ليست قضية.. ولكن السؤال المهم: من سيخسر؟”.. وتابع: “هل يمكن للجسد أن يعيش بدون قلب”، مشيراً إلى مقولة الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، بأن “سوريا هي قلب العروبة النابض.”

وبينما ذكر الأسد أن بلاده تعمل منذ سنوات على تخفيف الخسائر التي لحقت بها نتيجة علاقتها مع العرب، فقد شدد على قوله: “نقول لهم إنهم يعلقون عروبة الجامعة.. فالجامعة بلا سوريا تصبح عروبتها معلقة”، وأضاف أنه “إذا استطاع البعض أن يخرجونا من الجامعة، فإنهم لا يستطيعون أن يخرجونا من العروبة.”

وقال الرئيس السوري، في كلمته المطولة التي وجهها من جامعة دمشق ظهر الثلاثاء، إن بلاده “لم تغلق الباب أمام أي مسعى عربي، طالما يحترم سيادتنا واستقلالية قرارنا”، مشيراً إلى أن الأحداث الأخيرة “لن تؤثر على رؤيتنا للوضع الداخلي في سوريا.”

وتطرق الأسد إلى ملف الإصلاح في بلاده، قائلاً إن رؤيته للإصلاح الداخلي تقوم على مرتكزين أساسيين، هما: “الإصلاح السياسي”، و”مكافحة الإرهاب”، وقال إن “الإصلاح بالنسبة لنا هو السياق الطبيعي منذ عام 2000″، مجدداً نفيه أن يكون الإصلاح جاء نتيجة للأزمة الراهنة.

وشدد الرئيس السوري على أنه “لا يوجد أي أمر من أي مسؤول في الدولة بإطلاق النار على أي مواطن”، مشيراً إلى أنه تم اعتقال “عدد محدود” من عناصر الأمن لقيامهم بإطلاق النار على المتظاهرين، مشيراً إلى أنه من الصعب العثور على أدلة لاعتقال كل من يتورط في تلك الأعمال.

كما تطرق الأسد إلى أن حكومته قامت برفع “حالة الطوارئ” رغم الأحداث الأخيرة، في الوقت الذي تتجه فيه حكومات أخرى لفرض الطوارئ في مثل تلك الحالات، قائلاً إن “القوانين الموجودة حالياً تعطينا كافة الصلاحيات لضبط الأمن، دون الحاجة إلى قانون الطوارئ.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *